ابنتي تبلغ من العمرثلاثة عشرعامًا، لا تتحمل أية
مسؤولية تجاه أخواتها االاصغر سنًا، ولا
تهتم إلا بشؤونها الخاصة، وهوايتها المفضلة، كما أنها تتكاسل عن المذاكرة، أو أي
عمل يتطلب جهدًا، فماذا أفعل؟
تتلخص اجابة هذا السؤال في تعلم المسؤولية الاجتماعية، البنت صاحبة
الثلاثة عشر عامًا لم تتعلم تحمل المسؤولية ، سواء كانت المسؤولية الذاتية باعتبار
الطفل مسؤولاً عن نفسه، أو المسؤولية الاجتماعية التي تجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول
عن الآخرين.
الأمر يتطلب تربيته منذ الصغر على تلك المعاني، ولكن لابد أن يتم
التدريب بشكل عملي قبل الشرح النظري أو مصاحب له، فإذا حدثناه عن تلك المعاني بعد
أن يكبر، ويبلغ عامه العاشر استطاع أن يدرك أن ما كان يمارسه مع إخوته من خدمة لهم
واهتمام بهم، وما كان يمارسه معه إخوته هو تلك المعاني الرائعة التي يشرحها
الكبار، وتتطلبها الحياة الاجتماعية للبشر.
و لابد من التأكيد على القواعد التربوية التالية:
المطلوب منك أن ترفع يدك عنه وعن مساعدته، وتفسح له المجال ليقضي
مصلحته بنفسه، وتتركه لينجز بعض أعماله بنفسه بنفسه ، فيقوم بعمل واجباته المدرسية
بنفسه، وتكون أنت بمثابة الموجه. ويأكل بنفسه، ويشرب بنفسه، ويلبس ملابسه
بنفسه، ويرتب حاجاته ، وتكون أنت المشرف.
فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس
هي أن الآباء أنفسهم - خصوصًا الأمهات - هم الذين لا يستطيعون أن يتوقفوا عن
التدخل في شؤون الأطفال، ولا أن يتركوا لهم الفرصة ليمارسوا حياتهم بأنفسهم، وقد
يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنك تعوقه
عن أداء دوره، وتسلبه الفرصة التي تجعله يجرب الاعتماد على نفسه، فيكون حبك له
حبًا ضارًا، وتكون حمايتك له حماية مؤذية.
ويأتي دور التعزيز لسلوك الاعتماد على النفس، فبعد أن يقوم الطفل بما
يريد بنفسه، لا بد أن تثني على الطفل، وتمدح قيامه بالسلوك الصواب منفردًا، وتحكي
للضيوف، وتعرفهم - على مسمع منه طبعًا - كيف أنه عمل كذا وكذا، وقام بكذا وكذا،
كأنك تتفاخر بابنك الطيب، أو تتباهي بابنتك اللطيفة.
· تدريب الطفل على المسؤولية الاجتماعية
فمع تدريبه على الاعتماد على النفس نبدأ في التوسع في تحميل المسؤولية
في دوائر يتسع اللاحق منها باستمرار بعد إتقان السابق بشأن تحمل مسؤولية الآخرين،
فيبدأ الطفل بتحمل مسؤولية خدمة إخوته، ثم تلي ذلك مسؤولية دائرة الجيران، ثم
دائرة الأقارب، ثم دائرة الشارع أو الحي، وتظل تلك الدوائر تتصاعد حتى تشمل مشكلات
المسلمين في العالم، ثم مشكلات الناس بصفة عامة.
ويأتي سؤال: ولماذا كل هذا الهم؟
فتكون الإجابة: ليستشعر أنه عضو في جماعات مختلفة، بدءًا من إخوته حتى
جماعة البشر بصفة عامة، ويعني ذلك أنه مسؤول دومًا أمام نفسه، ثم أمام الله سبحانه
عن الآخرين
لاستكمال الموضوع ادخل من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق