المقارنة بين الصغار .. أقصر طريق
لهدم الثقة بالنفس
ابنك عالم بمفرده والمقارنة
المستمرة تفقده الملامح المميزة لشخصيته
لا تجعلي من طفلك صورة مكررة
وباهتة للآخرين ولو أعجبك طباعهم
اقتناعك بأن ابنك متميز وله (
كاريزما ) خاصة يعزز لديه الثقة بالنفس
الأم الناجحة هي التي تمتلك الوعي الكافي
لتربية صغارها تربية سليمة قائمة على التوازن في كل أمور الحياة، حتى تجعل منهم
أبناء أسوياء نفسيًا وتصل بهم إلى بر الأمان.
وتعد الثقة بالنفس عند الصغار هي شرارة البدء
للنجاح في الحياة وهي التي على أساسها يخوض الأبناء غمار الحياة ويواجهون
صعوباتها، فكلما كانت ثقتهم بأنفسهم قوية ومتغلغلة بداخلهم كلما استطاعوا أن
يتواصلوا بشكل جيد مع الآخرين وأن يصلوا أيضًا إلى ما يتطلعون إلى تحقيقه.
ابنك متميز
ولعل أهم الخطوات لبناء الثقة بالنفس لدى
الطفل منذ نعومة أظفاره وخاصة خلال سنوات الطفولةوحتى بداية المراهقة هي أن تدرك
الأم الواعية أن كل واحد من صغارها يمثل عالم بمفرده ويختلف تمامًا عن غيره سواء
إخوته أو أقرانه، ولذا فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُجرى مقارنات بينه وبينهم
لأن هذا هو أقصر طريق لهدم ثقته بنفسه، بل وقد يؤدي إلى أن يفقد الصغيرملامح
شخصيته تمامًا ويتقمص أدوار جميع الأفراد الآخرين اللذين تقارنهم أمه بهم طيلة
الوقت علها تُعجب به مثلما أُعجبت بهم! مما قد يتسبب في شعور الطفل بعدم الإستقرار
النفسي والتشتت الذهني لأنه يسعى دومًا إلى أن يكون شخصًا آخر غير نفسه ويجاهد في
ذلك في يكون مثلهم ولا يحتفظ بشخصيته المميزة.
المقارنة فيها سم قاتل!
أنت ولد شقي لماذا لا تكون مؤدبًا مثل أخيك،
أنتِ بنت مشاغبة ليتك كنت هادئة مثل صديقتك، أنتم أولاد أغبياء وفاشلون كم كنت
أتمنى أن تكونوا متفوقين مثل أبناء الجيران!!
لو تمعن الآباء والمربون في معنى كل جملة من
الجمل السابقة لأيقنوا أن كلماتها تحمل كميًة لا بأس بها من السموم القوية التي قد
تدمر نفسية الأبناء بمجرد النطق بها وتكرارها على مسامع الصغار. وتتمثل تلك السموم
في:
أن يفقد الصغار إيمانهم بأنفسهم وبقدراتهم،
بل قد يفقدوا رغبتهم في النجاح وكذلك حماسهم في
أن يكونوا أبناء صالحين.
المقارنة تجعل من الصغار صور مكررة باهتة
لأشخاص آخرين يعتقدون بأنهم أبطال خارقين في كل شيئ وأنهم مهما فعلوا فلن يصبحوا
مثلهم.
قد ينفصل الصغير نفسيًا عن الواقع الذي
يعيشه، ويندمج في عالم خيالي يتصور فيه نفسهن بأنه ناجح محبوب مقبول متميز ولا أحد
يمكنه مضاهاته.
بث
الحقد والغل والكره في نفوس الصغار تجاه من يتم مقارنتهم به ، مما يجعل بينهم
حاجزًا نفسيًا من الصعب إزالته.
الوقاية خير من العلاج
وكما يحرص الأهل على وقاية أبنائهم من
الأمراض الجسدية والعضوية فإن حمايتهم
ووقايتهم من التعرض للأزمات النفسية والصدمات الحياتية أولى، ولذلك يجب عليهم
كمربين واعين بدورهم الحيوي في تنشئة جيل قوي صالح معتز بنفسه نافعًا لوطنه أن
يعيدوا بناء الثقة في نفوس أبناءهم إذا ما تعرضوا بأي حال من الأحوال إلى هزات
نفسية تسببت فيها الأسرة أو المجتمع وذلك من خلال:
عدم مقارنة الطفل بغيره نهائيًا واليقين
الدائم بأنه إنسان متميز لا أحد يشبهه في طباعه وشخصيته.
تقييم الطفل بشكل متكامل وليس على جانب واحد
من جوانب شخصيته فقد يتفوق أحدهم في
الدراسة ويخفق في الرياضة والعكس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق